يتناول هذا الكتاب تلك العصور السحيقة من التاريخ، والتي سبقت ظهور
الحضارات القديمة، حيث يحاول «عبد الله حسين» أن يناقش مسألة ظهور الحياة
على الأرض ونشوء الإنسان، وما صاحب ذلك من إنتاجٍ عقليٍّ وماديٍّ. ويرفض
المؤلِّف اختزال التاريخ في الحضارات التي مارست عملية التدوين فقط،
مُتمرِّدًا على هذا النوع من التأريخ المختزِل؛ وذلك لاعتقاده بأنَّ ثمة
تجاربَ إنسانيَّةً ثريةً يمكن الاستفادة منها لم تُدوِّنها أقلام البشر،
ولذلك فقد تطلَّبت عملية البحث والتنقيب عن هذا التاريخ ما قبل المُدوَّن
اعتناءً شديدًا من المؤلِّف بالبحوث الفلكيَّة والجيولوجيَّة والأثريَّة،
إلى جانب النظريَّات الفلسفيَّة والعلوم النظريَّة والتطبيقيَّة، وبعض
الدراسات المتَّصلة بالآداب والفنون والسياسة.