يشير مصطلح المثلية إلى كل من السلوك والإنجذاب الجنسيّين بين الأشخاص من نفس الجنس. بما يتضمن ذلك من إنجذاب جنسي وعاطفي تجاه الآخرين من نفس الجنس. ولا يتضمن السلوك الجنسي بالضرورة. والمثليون أشخاص طبيعيون ولكن ميولهم الجنسية مختلفة.
تقدّر نسبة المثليين حوالي 1 إلى 10 % من التعداد البشري، ومعظمهم مثليين ذكور.
المثلية موجودة أيضاً في الحيوانات، بالتحديد في الطيور البحرية والثديات كالقرود والسعادين الكبيرة. وتمت مشاهدة السلوك الجنسي المثلي لدى عدد كبير من الأنواع الحيوانية [1].
إن الميول الجنسي لا يتحدد بسبب واحد بل بتضافر تأثيرات جينية وهرمونية وبيئية [2]، وعلى الأرجح هناك أسباب كثيرة للميول الجنسي وربما تختلف الأسباب من شخص إلى آخر. وبالنسبة لمعظم الأشخاص .. يتم تحديد الميول الجنسية في المراحل المبكرة [3].
التفسيرات البيولوجية
تم إيجاد علاقة بين الواسمة Xq28 على الصبغي X والمثلية الجنسية لدى الذكور [4]. ولكن نتائج الدراسة الأصلية محل جدل.
بينت دراسات التوائم أن المثلية لدى الذكور تتم بوساطة جينية [5][6].
النظرية الهرمونية ما قبل الولادة [7]
أُثبِت جيداً في حيوانات التجربة أن التمايز الجنسي للجسم والدماغ، ينتج بشكل رئيسي من تأثير الهرمونات الجنسية المفرزة من الخصى أو المبايض.
لدى الذكور مستويات عالية من التستوسترون في الحياة الجنينية (بعد التطور الوظيفي للخصى) وحول موعد الولادة. بالإضافة إلى ما بعد البلوغ.
لدى الإناث مستويات منخفضة من كل الهرمونات الجنسية في الحياة الجنينية، ومستويات عالية من الإستروجين والبروجسترون بدءاً من البلوغ.
المستويات العالية من التستوسترون قبل الولادة تؤهب الدماغ بطريقة ذكرية نوعية.
المستويات المنخفضة من التستوسترون قبل الولادة تؤهب الدماغ بطريقة أنثوية نوعية.
الهرمونات عند البلوغ تفعّل الدارة المتوقفة في الحياة ما قبل الولادة ولكن لا تغيرها بشكل جذري.
ولذلك مجال السلوك الجنسي لدى الحيوانات البالغة يُحدّد بجزء كبير بتعرضهم للهرمونات أثناء الحياة الجنينية. والتلاعب في هذه الهرمونات يقود إلى سلوكيات جنسية غير نموذجية أو تفضيلاً لشركاء من نفس الجنس بالإضافة إلى مجال من الميزات الجنسية غير النموذجية.
الاختلافات الفيزيولوجية في اللواطيين والسحاقيات
وجدت الدراسات الحديثة اختلافات ملحوظة بين فيزيولوجية الأشخاص اللواطيين والأشخاص الأسوياء، وهناك أدلة على ما يلي:
معدل حجم النواة الخلالية الثالثة لتحت المهاد الأمامي في أدمغة الرجال اللواطيين أصغر بشكل واضح والخلايا متراصة بكثافة أكثر من مثيلاتها في أدمغة الرجال المغايرين جنسياً [7][8].
إنّ الصوار commissure الأمامي أكبر في النساء من الرجال، وأكبر في الرجال اللواطيين من الرجال الأسوياء [9].
يستجيب دماغ الرجال اللواطيين بشكل مختلف إلى الفلوكسيتين fluoxetine وهو مثبط انتقائي لإعادة قبط السيروتَنين serotonin ... [10]
الأداء الوظيفي للأذن الداخلية ونظام السمع المركزي central auditory system في السحاقيات والنساء ثنائيات الجنس يشبه المميزات الوظيفية الموجودة في الرجال أكثر من تلك الموجودة عند النساء السويّات (الباحثون يحتجون في كون هذه الفقرة متوافقة مع النظرية الهرمونية ما قبل الولادة للميول الجنسي) [11].
الاستجابة بالجفل (إغلاق العين بعد صوت مرتفع) يكون رجولياً بشكل متماثل في السحاقيات والنساء ثنائيات الجنس [12].
ثلاثة أجزاء من الدماغ (القشرة الأمامية المتوسطة medial prefrontal cortex - حصان البحر الأيسر left hippocampus - الأجسام اللوزية اليُمنى right amygdala) هي أكثر نشاطاً في الرجال اللوطيين من الرجال الأسوياء عند تعرضهم لمواد مستثيرة جنسياً [13].
يبعث الناس اللواطيون والأسوياء روائح إبط مختلفة [14].
تستجيب أدمغة الناس اللواطيين والأسوياء بشكل مختلف إلى اثنين من فيرمونات الجنس البشرية [15][16][17].
لدى الرجال اللواطيين قضبان أطول وأثخن من الرجال الأسوياء [18].
معدلات طول الإصبع بين السبابة وإصبع الخاتم، ربما تختلف بين النساء السحاقيات والسويات [11][19][20][21][22][23].
الاختلافات الإدراكية في اللواطيين الذكور والسحاقيات
بطريقة مماثلة، وجدت الدراسات الحديثة اختلافات ملحوظة بين المزايا الإدراكية للواطيين والأسوياء. وهناك دليل على ما يلي:
من المرجح أكثر وبشكل واضح أن يكون اللواطيون الرجال والسحاقيات يُسريين (يستخدمون اليد اليُسرى بشكل رئيسي) أو متساوي ambidextrous أضبطين (الأضبط هو من يستخدم اليدين بنفس السهولة) أكثر من الأسوياء [24][25][26]. ويحتج Simon LeVay بهذا لأنّ تفضيلات اليدين يُمكن رؤيتها قبل الولادة [27]، ومشاهدة إزدياد استعمال اليد اليُسرى في الناس اللواطيين يتماشى مع فكرة أنّ الميول الجنسي يتأثر بعمليات ما قبل ولادية [7].
كلمات الرجال اللواطيين والسحاقيات أكثر سلاسة وسيولةً من المغايرين جنسياً من نفس الجنس [28][29]. (ولكن هناك دراستان لم تتوصلا إلى هذه النتيجة) [30][31].
الرجال اللواطيين أفضل من الرجال الأسوياء في ذاكر مواقع الأجسام والأشياء (ولا يوجد اختلافات بين النساء السحاقيات والسويّات) [32].
ترتيب ولادة الأخوة
هناك دليل من دراسات عديدة على أنّ الرجال اللواطيين يميلون لأن يكون لديهم أخوة أكبر من الرجال الأسوياء [33]. وتم الإبلاغ عن أنه كل أخ أكبر يزيد نسبة كون الشخص مثلياً حوالي 33% [34].
لتفسير هذه النتيجة، اُفترض أن الأجنة الذكور، يثيرون رد فعل مناعي لدى الأم، والذي يُصبح أقوى مع كل جنين ذكر متعاقب [33]. يُنتج الأجنة الذكور مستضدات antigens H-Y والّتي تشترك "بشكل محدّد تقريباً" في التمايز الجنسي لدى الفقاريات [33]. وهذه المستضدات تحفّز أجسام مضادة H-Y antibodies أمومية تتعرف عليها وتعمل ضدها. ومن ثمّ تتم مهاجمة الأجنة الذكور المتعاقبة بالأجسام المضادة H-Y والّتي بطريقة ما تُنقص قدرة المستضدات H-Y على إنجاز وظيفتها المعتادة في الدماغ الذكوري. وهذا معروف الآن بتأثير ترتيب ولادة الأخوة.
وهناك صلة بالمثلية الجنسية فقط إذا كان الأخوة الأكبر أقرباء بيولوجياً حتى ولو لم يتربوا مع بعضهم البعض [35]. ويبدو أن هذه العلاقة لها علاقة بالذكور اليُمنيّين فقط [36]. ولم يتم مشاهدة أي شيء مثيل لدى الإناث.
التفسيرات غير البيولوجية
البيئة
هناك بعض الإثباتات أن الرجال اللواطيين لديهم آباء أقل حباً وأكثر رفضاً، وعلاقتهم بأمهاتهم أقرب، من الرجال الأسوياء [1]. وليس واضحاً فيما إذا كانت هذه الظاهرة هي سبب المثلية الجنسية، أو فيما إذا كان الآباء يتصرفون بهذه الطريقة استجابةً لميزة التنوع الجنسي لدى طفلهم [2][3].
افترض صاحب نظرية "الأشياء الغريبة تصبح مثيرةً جنسياً" Exotic Becomes Erotic أنّ بعض الأطفال سوف يفضّلون الفعّاليّات الّتي هي نموذجية للجنس الآخر، وأنّ هذا سوف يدفع الطفل المنسجم مع أبناء جنسه ليشعر بأنه مختلف عن الأطفال من الجنس المعاكس، في حين سيشعر الأطفال غير المنسجمين مع أبناء جنسهم بأنهم مختلفون عن الأطفال من نفس جنسهم. وهذا الشعور بالاختلاف قد يبعث إثارةً فيزيولوجيةً عندما يكون الطفل بالقرب من الأطفال ذوي الجنس الّذي يُعتبر كونه مختلفاً (سواءً أكان من نفس الجنس أو كان معاكساً)، والّتي سوف تتحول (أي الإثارة الفيزيولوجية) لاحقاً إلى إثارة جنسية.
الثنائية الجنسية الملازمة (الثنائية الجنسية هي الانجذاب إلى الناس من الجنسين)
الثنائية الجنسية الملازمة Innate bisexuality (أو الميل إلى الثنائية الجنسية) عبارة عن مصطلح أثاره سيغموند فرويد Sigmund Freud (استناداً إلى عمل من مساعده Wilhelm Fliess) والّذي أظهر أنّ كل البشر يُولدون ثنائيّي الجنس ولكن من خلال تطور نفسي (والذي يتضمن عوامل خارجية وداخلية) يصبحون أُحاديّي الجنس بينما تبقى الثنائية الجنسية في حالة من الكمون.
وجدت دراسات Alfred Kinsey (السلوك الجنسي عند البشر الذكور [4] والسلوك الجنسي عند البشر الإناث) أنّ أغلبية البشر مرّوا بتجربة أو إحساسات جنسية مثلية وهم ثنائيو الجنس. ووجدت تقارير Kinsey أن 4% تقريباً من البالغين الأمريكان كانوا ذكوراً أو إناثاً مثليين بشكل رئيسي طوال حياتهم. وأن 10% تقريباً كانوا ذكوراً أو إناثاً مثليين بشكل رئيسي لجزء من حياتهم.
وانتقدت بعض الدراسات موضوعية Kinsey واقترحت أنّ هذه التقارير مبالغة في حدوث المثلية والثنائية الجنسية في التعداد البشري. "قُوِّضت اكتشافاته عندما تبيّن أنّه أجرى مقابلات مع مثليين جنسيين وسُجناء (تعرّض معظمهم لإساءات جنسية) بشكل متفاوت" [6][7][8][9].
المرض العقلي
لم تَعُدْ تُعَدُّ المثلية الجنسية مرضاً عقلياً من قبل المجتمع العلمي. في 1973 قامت منظمة الأطباء النفسيين الأمريكان بإزالة المثلية الجنسية كاضطراب من قسم الشذوذات الجنسية [10] من كتاب Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders DSM-II
وفي عام 1977 قامت منظمة الصحة العالمية بوضع المثلية الجنسية كمرض عقلي في ICD-9 وفي عام 1990 تمّ اعتماد قرار لإزالتها من ICD-10 (1993) [11]
وفي ICD-10 أُضيف "الميول الجنسي المرفوض من الأنا" إلى القائمة وهي تشير إلى الأشخاص الّذين يريدون تغيير هويّاتهم أو ميولهم الجنسية بسبب اضطرابات سلوكية أو نفسية .(ICD-10 F66.1)
بعض المنظمات (بما في ذلك وزارة الدفاع في أمريكا وأولئك ممّن يؤمنون بالمعالجة التعويضية) لا تقبل الاتجاه الطبي السائد.
تعليقات
إرسال تعليق