رأس المال لكارل ماركس
الكتاب الصعب المعقد الذي أدى لأهم انشقاق عقائدي في العالم وأدى لحرب باردة طالت نحو قرن، وأدى لأشهر ثورات القرن العشرين .. لقد تحولت لفظة (ماركسية) إلى لفظة لها ذات قوة الدين .. هذا كتاب غني عن التعريف وإن كان قليلون جدًا قد قرءوه كاملاً..
ن عالم الطبيعيات، لكي يقف على طرائق الطبيعة، إما أن يدرس الظاهرات حين تعرض ذاتها في أبلغ أشكالها وأقلها تشوشاً مجالات الفوضى والخلل، أو أنه يجري تجاربه في شروط تؤمن انتظام سيرها ما أمكن. من هنا فإن ماركس في كتابه هذا يدرس أسلوب الإنتاج الرأسمالي، وعلاقات الإنتاج والتبادل المطابقة لها. وهو يقول بأن إنجلتره بالنسبة له هي المكان التقليدي (الكلاسيكي) لهذا الإنتاج، لهذا السبب هو يستعير من هذه البلاد الأحداث والأمثلة الأساسية المستخدمة بمثابة صور توضح تطور نظرياته. وإلى هذا فالأمر لا يتعلق بالنور، الكامل تقريباً، للمنازعات الاجتماعية التي تولجها القوانين الطبيعية للإنتاج الرأسمالي؛ ولكنه يتعلق بهذه القوانين نفسها وبالاتجاهات التي تظهر وتتحقق بحتمية فولاذية. وبالنسبة لماركس إن البلد الأكثر تطوراً في الصناعة من شأنه أن يبين لتلك البلاد التي تتبعه على صعيد الصناعة، صورة لمستقبلها الخاص.
وفي هذا الكتاب سوف يكون الفصل الأول وبخاصة القسم الذي يتضمن تحليل البضاعة، على شيء من الصعوبة على الأفهام، أما فيما يختص بتحليل جوهر القيمة وتحليل كميتها، فقد جهد المؤلف، كما يذكر، لجعل عرضها واضحاً قدر المستطاع، يسهل بلوغه على جميع القراء.
إذن، فقراءة هذا الكتاب لن تصعب على القارئ، باستثناء ما يختص بشكل القيمة، والمؤلف تيوجه طبعاً إلى قراءة يديروا أن يتعلموا شيئاً جديداً، ويريدون بالتالي التفكر بأنفسهم. وهذه لمحة عن أهم المحاور التي عالجها كارل ماركس في الأقسام الثلاثة في كتابه هذا في مجال نقد الاقتصاد السياسي لرأس المال: القسم الأول: نمو الإنتاج الرأسمالي، البضاعة والنقد، البضاعة، في المبادلات، النقد أو دورة البضائع. القسم الثاني: تحول المال إلى رأس مال: الصيغة العامة لرأس المال، تناقضات الصيغة العامة لرأس المال، شراء قوة العمل وبيعها. القسم الثالث: إنتاج القيمة الزائدة المطلقة: إنتاج القيمة الاستعمالية وإنتاج القيمة الزائدة، رأس المال الثابت ورأس المال المتغير، معدل القيمة الزائدة، نهار العمل.